لوحات من الفحم وألوان الرصاص الغامقة بمدارس شتى عند التشكيلي محمد ابراهيم

اللاذقية-سانا

ما بين الفن التشكيلي وهندسة الديكور يزاوج الفنان محمد ابراهيم تجربته محاولا إسقاط إمكانياته الإبداعية في الرسم على عمله انطلاقا من إيمانه بتداخل الفنون.

وأوضح الفنان محمد ابراهيم في حوار مع سانا الثقافية أنه بدأ تجربته مع الرسم منذ أن تعلم مسك القلم فكان أداته للتعبير عن شخصيته وحظيت انطلاقته بتشجيع المعلمين في المدرسة واستمر هذا الشغف مع مرور السنوات وعندما حصل على الشهادة الثانوية كانت الفنون الجميلة خياره الأمثل.

أما عن علاقة الفن التشكيلي بالديكور فيجد ابراهيم أن العمارة الداخلية هي توظيف للفن بمكان معين حيث لا يخلو بيت أو مكان عام من لمسة فنية مشيرا إلى أنه من الصعب على أي شخص أن يكون مصمم ديكور أو مهندس عمارة داخلية ما لم يولد بحس فني يمنحه مرونة وتلقائية في تنسيق وتوظيف واستثمار مكونات المكان.

ويؤمن الفنان ابراهيم بضرورة اتقان كل الأنماط والأساليب والمدارس حتى يحدد الفنان مساره الفني وطريقه ويتمكن من إيصال رسالته الإبداعية لكنه يفضل حاليا الرسم بالفحم والدرجات الغامقة من الرصاص لأنه من خلالها يوصل الأحاسيس الغامضة في دواخل الإنسان ويعبر عن شواغل الذات المخفية كما أنه يستخدم الحبر في بعض الأحيان للإيحاء بدلالات معينة يريدها.

ولا يفضل ابراهيم اختيار مدرسة معينة حتى لا يظلم ما بداخله من أفكار ومشاعر وصور وحتى لا يقع بقيد المدرسة إذ يرى أن الفن لا يحتاج إلى ترتيب بل تكمن جماليته في الحرية والعشوائية لذلك يطلق العنان لدواخله ووجدانه ويرسم ما يشعر به وما يريد إخراجه إلى العالم.

ومع ذلك يعتبر ابراهيم أن المدرسة الواقعية أم المدارس ولا يمكن تجاوزها فهي بمثابة حجر أساس وصقل لأدوات وشخصية الفنان.

ابراهيم الذي رسم عملا تعبيريا حول المرأة يوضح أن هذه اللوحة تعكس ما تعانيه المرأة في المجتمع من ظلم من خلال تعنيفها ولكنه ترك فمها مغلقا وجعلها مبتسمة راضية بكل ما يحدث وكأنها تجابه العالم بقوة صمتها.

وعن أثر الحرب على الفن بشكل عام يرى أن الفن يتأثر بالبشاعة كما يتأثر بالجمال لأننا لا نستطيع تجاوز الواقع الذي مهما كان مريرا يصبح مصدرا للإلهام لأنه بمثابة ضماد للروح في ظل ما يطالنا من حرب وإرهاب متمثلا بمقولة بابلو بيكاسو “الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية”.

ويلفت إبراهيم إلى أن فنانينا حاولوا تجاوز تبعات الحرب بالمواظبة على العمل والمعارض ومشاركة الوطن آلامه وآماله فكانت الريشة رديفا للبندقية ويحتم الواجب اليوم الفنانين التشكيلين باعتبارهم جزءا من المشهد الثقافي الوقوف إلى جانب الوطن في استحقاقاته القادمة ومواجهة التحديات الخارجية.

يذكر أن الفنان ابراهيم من مواليد اللاذقية حاصل على إجازة بهندسة الديكور يمارس الفن التشكيلي إلى جانب مشاركته بعدد من المعارض الفنية.

 بلال أحمد