الشريط الإخباري

الأديب رياض طبرة يؤمن بالواقعية ويرفض الحداثة التي تقطع صلتنا بالماضي

دمشق-سانا

ينأى الأديب والقاص رياض طبرة بنتاجه عن التجريب وعن رياح الحداثة العاتية وهو يؤمن بارتباط الأدب بواقعه وجذوره وصياغته بطريقة جاذبة للقارئ لتشجيعه على العودة للكتاب.

طبرة الذي مارس العمل الصحفي في جريدة تشرين زهاء ربع قرن أوضح خلال حوار مع سانا الثقافية ان بوادر الأدب عنده هي الأولى والسابقة للصحافة حيث بدأت علاقته بالكتابة مع تفتح الوعي عبر الأناشيد والقصائد المدرسية ليصقل ثقافته بمؤلفات جبران والسياب ثم يتجه إلى فن القصة ويعلن انتماءه لها.

وحول تمسكه بالقصة الواقعية يؤكد أنها الواقع نفسه وأنها الحياة بكل مفرداتها وهي أيضا فن التقاط اللحظة وتقديمها بما تستحق عبر فنية عالية مشيرا إلى أن اتجاهه الى الواقعية الجديدة ليس نقلا فوتوغرافيا لما يدور حوله بل على القاص والأديب وضع بصمته ونبذ الرديء والحفاظ على الجميل فيه.

طبرة الذي بدأ تجربته القصصية بمجموعة صرخة على جدار الزمن عام 2005 وفي رصيده اليوم ست مجموعات قصصية يبين أن الهم العام أخذه إلى رحاب هذا الفن الأدبي فظلت كتابته للشعر بمثابة مشروع مؤجل ولكنها تجلت في قصصه بمستويات متفاوتة في ستار من اللغة الشاعرية.

ويرى طبرة أن القصيدة الحقيقية تفرض ذاتها على القارئ بغض النظر عن المدرسة التي تنتمي لها معتبرا أن أكثر ما يشدنا لقراءة النص هي الموسيقا كمكون جمالي ضروري سواء أكانت قائمة على بحور شعر الخليل ام موسيقا داخلية تجعل الشعر أكثر قربا للنفس.

وعن مفهوم الحداثة يعتبر طبرة انها نسبية فالنص الشعري عندنا ليس مقطوعا عن ماضيه وعن الركيزة الذهنية للشاعر لافتا إلى أن الشعراء الذين قطعوا صلتهم بالماضي لم تضف حداثتهم الكثير للشعر الذي هو مرآة للزمن بمفرداته في الماضي والحاضر والمستقبل.

وبالنسبة لقصيدة النثر فيصفها طبرة بأنها “تحصيل حاصل لموقف شعوبي من القصيدة العربية التقليدية فالذين استهدفوا المد القومي العربي أرادوا استكمال هجومهم لكنهم رغم ذلك قدموا نصوصا وتجارب لا ننكر وجودها أما الذين انخرطوا في هذا الجنس الأدبي عن تقصير لغوي أو نحوي أو عروضي فإنهم قدموا خدمة للشعر التقليدي من حيث لا يقصدون”.

ويعتقد طبرة أن تلاقح الفنون وتداخلها سمة من سمات الإبداع فليس هناك من ابداع مقطوع الجذور عن غيره وللتذكير فإن فن القصة قديم في الشعر العربي التقليدي كما في قصيدة الشاعر الحطيئة “وطاوي ثلاث”.

الأديب طبرة من مواليد السويداء 1952 يحمل إجازة باللغة العربية من أعماله القصصية “خارج المكان” و”طريق من نار” كما صدرت له مجموعة شعرية بعنوان “قناديل منسية” فضلا عن مخطوطات في الشعر والقصة وأدب الأطفال والرواية تنتظر طريقها للنور.

بلال أحمد